الوسواس القهري
الوسواس القهري (Obsessive-Compulsive Disorder أو OCD)
هو اضطراب نفسي يتميز بوجود أفكار متكررة ومزعجة (الوسواس) والتي تؤدي إلى سلوكيات متكررة ومتكررة (القهر) بهدف تخفيف القلق.
تشمل الأفكار المتكررة في OCD الخوف من التلوث، أو الخوف من الإصابة بالأمراض، أو الخوف من الإيذاء، أو الخوف من الإساءة للآخرين. وتشمل السلوكيات المتكررة في OCD غسل اليدين بشكل متكرر، والتحقق من الأشياء بشكل متكرر، والترتيب بشكل متكرر، والتكرار بشكل متكرر.
يؤثر OCD على الحياة اليومية للأفراد بشكل كبير، حيث يمكن أن يؤدي إلى الإحساس بالتوتر والقلق والإحباط والعجز، ويمكن أن يؤثر على العلاقات الاجتماعية والعملية والصحية.
يمكن علاج OCD بعدة طرق، وتشمل هذه الطرق العلاج النفسي والدوائي. يمكن أن يساعد العلاج النفسي، مثل العلاج السلوكي المعرفي، في تحديد الأفكار الخاطئة وتغييرها وتعلم المهارات الحياتية والتعلم الاجتماعي. يمكن أن يشمل العلاج الدوائي الأدوية التي تساعد على تخفيف الأعراض وتحسين المزاج.
يجب على الأفراد الذين يعانون من OCD البحث عن المساعدة المناسبة، سواء من خلال العلاج النفسي أو الدوائي، ويجب على المجتمع أن يعمل على تعزيز الوعي بمخاطر OCD وتوفير الدعم اللازم للأفراد الذين يعانون منه.
طرق علاجه :
1- من اهم طرق العلاج لاى مرض هو الاعتراف بوجوده اولا فلا نستطيع ان نحدد نوع الالم بدون العثور عليه وتحديده
الأصل فى الوسواس القهرى هى فكرة نبتت فى الرأس وترسخت مع مرور الوقت من خلال الحوار الصامت الداخلى والذى يتكون من أسئلة والإجابة عليها كمثال عندما يتحدث الشخص الى نفسه حول النظافه يكون الحوار كالتالى هل يداى نظيفه بالفعل ام مازالت متسخه ؟ ويكون الجواب لا لابد من غسلها مرة أخرى . ثم يعاود غسلها مرارا وتكرار مع تكرار نفس السؤال ونفس الاجابة وبالتالى يتكرر الفعل
اذ الاصل فى العملية التى تتم داخل الرأس اولا هى الاسئلة المتكررة بشأن نمط سلوكى معين للتوصل الى افضل النتائج للوصول الى درجة الكمال فى الفعل نفسه
وحقيقة الأمر اننا لن نصل الى درجة الكمال فى أى شيئ ولكننا نسعى إلى ذالك بدون وعى منا وهذه هى النقطه الفاصله بين الفكرة والسلوك فأول شيء لابد أن نفعله هو معرفة تلك الحقيقه لتخفيف حدة الاضطراب النفسى الذى يحدث نتيجة عدم الوصول للنتيجه المرجوة .
2 - تغيير نوعية الاسئلة من اهم وأخطر طرق العلاج فعالية لانها البداية وتغيير الإجابات لتحديد الفعل الناتج عن الإجابة
لأن الاسئلة هى الإداة التى يستخدمها العقل للحصول على تفسير لما يحدث من حولنا ومعرفة وادراك كل شيء وولتوضيح ذالك شاهد اى طفل فى عمر العام او العامين عندما يريد ان يفسر ما يحدث او يدرك الاشياء ويعرفها يبدأبطرح الإسئلة للمحيطين به
كأن يرى أمامه كرسى مثلا فيسأل عنه ماهذا؟ فيقال له هذا كرسى . فيحصل على المعرفه وادراك ماهية هذا الشيء وبالتالى اذا طلب منه أحد احضار الكرسى فلن يحتاج إلى وصفه بشيء اخر غير اسمه (كرسى ) وبالتالى سيحضره سريعا لمعرفته المسبقه من خلال سؤاله والاجابة التى حصل عليها .
بنفس الطريقة دائما يطرح العقل يوميا الكثير من الاسئلة والتى يتم الاجابة عنها سواء بصورة واعيه او غير واعية .
فاستخدام نوعية الاسئلة واستبدالها وكذالك الاجابة عنها مهم جدا فى مرحلة التعافى كمثال بدلا من سؤال هل يداى نظيفة الان؟ يمكن استبداله هل يداى ما زالت متسخه ؟ ومن العجيب ان الاجابة على السؤالين ستكون لا .
ولكن الاجابة بـــ ( لا ) على السؤال الأول ستجعل العقل يطرح سؤالا اخر وهو كيف سننظفها ؟ وتأتى الاجابة بــ لا بد ان نسكب المزيد من الماء والصابون . ويستمر هذا السؤال وتلك الإجابة لفترة طويله حتى نكاد ان نكون استهلكنا كمية اكبر من المعتاد من الماء .
وعلى الجانب الاخر الاجابة بــ( لا ) على السؤال الثانى ( هل يداى ما زلت متسخه ؟) ستغلق المسألة تماما على العقل للبحث عن حل اخر . وتلك هى وظيفته هو البحث عن الحل لاى مشكلة يطرحها عليه الانسان كمثل الطفل الذى يسأل عن الكرسى وبمجرد ما يعرف اسمه لن يطرح السؤال مجددا.
ولكن اختيار الاجابة مهم جدا فمن الممكن ان نجيب على السؤال الثانى بنعم وبالتالى سيتكرر الفعل فاختيار صيغة السؤال والاجابة مهم جدا للمساعدة على التعافى .
3- الوصول بالاجابة عن السؤال المتكرر بأعلى درجة ممكنه من احتمال وقوع الحدث السيء فمثلا اذ كنا نركب سيارة وتأتينا الفكرة بأنه سيقع حادث فى الطريق وبالتالى يبدأ الشعور بالقلق والخوف ووضح احتمالية حدوث ذالك فى تلك اللحظه نطرح سؤالا على العقل ليجد لنا اجابة وهى وماذا سيحدث لى اذا وقع حادث بالسيارة غالبا ستكون الاجابة ستتتكسر عظامك او تموت فتبدأ بطرح سؤال اكثر خوفا ورعبا على العقل وهو وماذا سيحدث لو متنا أليست تلك نهاية كل انسان فما الداعى للخوف والقلق ؟ ساعتها لن يجد اجابة وسيصمت ويبدأ الخوف والقلق فى التلاشى رويدا رويدا .وعند الوصول الى نهاية الرحلة اطرح سؤالا اخر للعقل هل حدث ما توقعته لى ؟؟ سيصمت وستكون اجابتك أنت فى صيغة سؤال مهم اخر ( اذا فما الداعى للقلق والخوف الذى عشناه طول الطريق ؟) ارجوك لا تكررها ثانيا معى لا نها تضرنى .
طرق التعافى يحتاج الى صبر ومثابرة وترويض للنفس وفهم قوانين العقل جيدا وتغيير قناعاتنا نحو الاشياء وتفسيرات الاحداث وكل ذالك يتستغرق وقت فالسلو كالذى نمارسه لسنوات طويله لن ينتهى دفعة واحده ولابد ان نسلم لتلك الحقيقه لكى لا نيأس ونمل .
مسامحة النفس على الاخطاء مهم جدا بل هو سبب رئيسى فى التعافى ومعرفة حقيقة كوننا لن نصل لدرجة الكمال هو فى غاية الاهميه
تسليم الأمر لله سبحانه وتعالى والاستعانه به هو اهم اسباب النجاه من كل امور الدنيا المهلكة .